السبت، 12 نوفمبر 2011

45 يـوم

. السبت، 12 نوفمبر 2011

مرة كتبت حاجة كان عنوانها "النهاية" وكنت معتقد ان دى النهاية فعلا, وكنت فقدت الأمل نهائيا. لكن ربنا عزوجل بعدها بفترة قدر أنه يكون فى فرصة تانية, وطلعت النهاية مش نهاية انما بداية جديدة.


دى أخر رسالة هكتبها وأنا "مدنى" لحد ما أخلص الجيش. وهى لعامة الناس وخاصتهم, لأهلى وأصدقائى والناس اللى بحبهم :). محبتش عنوان رسالتى دى يكون فيه نوع من الوداع أو اليأس, لأنى اتعلمت من درس "11.11.11" أن ربنا بايده كل حاجة وممكن ييسر كل حاجة ويجعلنا الخير فى الحاجات اللى عمرنا ما نتخيل ولا نتوقع أن فيها خير. ويرزقنا الخير بطرق أبعد من اللى احنا بنتصورها. 45 يوم هى أول وأطول فترة (متصلة) هقعدها فى كلية الظباط الاحتياط فى فايد منقطع عن الدنيا واللى فيها.

اتصورت الصورة دى النهاردة علشان لو حد عايز يشوفنى قبل ما أدخل الجيش, أو يعملى عمل ;)

متتخيلوش قد ايه أنا كنت تعيس ومخنوق من ساعة خبر الجيش, كانت أول وأطول فترة أحس بالاحباط الفظيع ده. بس الحمدلله ربنا بعتلى اللى يرجعلى الأمل والتفائل تانى. علشان كده حابب أقولكم أنا داخل الجيش وأنا مبسوط وسعيد لأنى أكيد فى الجيش هتعلم حاجات مش هقدر أتعلمها براه, وأكيد فى حاجات هقدر أعملها وانا ظابط احتياط فى الجيش محدش غيرى هيقدر يعملها, وربنا هو اللى عارف الخير فين, محدش يعرف لو كنت أخدت اعفاء أو سنة واحدة كان حصلى ايه. عنوان الرسالة دى كان ممكن يبقى اسم مأساوى (والرسالة كلها الحقيقة) لولا الأمل اللى رجعلى.


أنا داخل الجيش وانا عندى خطط واهداف خاصة بشغلى ودراستى وعلاقتى بربنا وطموحاتى المستقبلية, أتمنى أن ربنا يعيينى على تحقيقها وتنفيذها. أنا داخل الجيش بنية الرباط فى سبيل الله و الجهاد فى سبيل الله حماية لوطننا العزيز واستعدادا لتحرير المسجد الأقصى الأسير. أنا داخل الجيش وأنا راضى تماما بقضاء الله (بس برضه محدش يقولى يا ظابط).


الصراحة أنا حاسس أنى هسافر برة مصر بكرة, مش عارف ليه حاسس بالغربة من دلوقتى, بس غربة صعبة مفيهاش متعة سفر ولا تعرف على أماكن جديدة وثقافات مختلفة, ومفيهاش حد يبقى جنبى على الحلوة والمرة, المشكلة أن شكلها غربة مفيش فيها "حلوة" أصلا, بصراحة احساس غريب وصعب, ادعولى بقى أن الجيش على الأقل يطلع جوة مصر مش براها. 


بس برضه دى بداية جديدة وميدان جديد, وأنا ناوى إن شاء الله أنى أخوض فيه "معارك" للتجديد والاصلاح فى نفسى وفى المكان والناس اللى حواليا, تجربة جديدة هتضيف ليا وهجتهد أنى أغيّر ولو بالقليل. أوعدكم أنى هرفع راسكم  ان شاء الله :).



أنا داخل الجيش وأنا جزء منكم خليكم فاكرين ده كويس, بتمنى تسليم السلطة للمدنين فى أسرع وقت زيكم بالظبط, ومش هرضى أبدا بأى حال من الاحوال أن المجلس العسكرى ينقلب على الشعب والثورة. ومش هضرب رصاصة أبدا على أبناء وطنى. وبوصيكم أنكم تشاركوا فى جمعة 18 نوفمبر ومتروحوش بيوتكم الا والمطلب متحقق. وشاركوا فى الانتخابات بكل قوة, المشاركة مش انك بس تروح تدى صوتك, انما عليك دور كبير فى توعية الناس فى الشارع وتحفيزهم على المشاركة والدعاية للمرشحين المحترمين وفضح الفلول والفاسدين.


حابب أقول الحمدلله أولا وأخيرا على كل حال. وشكرا جزيلا مباركا فيه للى رجعلى الامل. وشكرا لأهلى و أصدقائى اللى وقفوا جنبى وللى عملولى صفحة للهزار "كلنا خالد سيد". ادعولى كتير أن ربنا يعيينى على تحقيق أحلامى وطموحاتى وخططى وانه يصبرنى ويوفقنى.


سامحونى لو كنت أذيت أو زعلت أو مهتميتش بحد فيكم بالقدر الكافى, سامحونى على اخطائى وعلى تقصيرى, افتكرولى الحاجات الحلوة, الحاجات اللى تخليكم تحبونى وتدعولى :) أو على الأقل تدونى فرصة تانية.

قد ايه انا هفتقدكم وأفتقد اخباركم وهفتقد رخامتى عليكم وهفتقد الناس اللى بتفضل تستحملنى. وحابب أقولكم "الناس تغيب بس انتوا لازم تفضلوا" زى ما حمزة نمرة قال فى أغنيته "اوعدونى", وأتمنى أنكم توعدونى فعلا.