الجمعة، 11 نوفمبر 2011

11.11.11

. الجمعة، 11 نوفمبر 2011

اليوم ده كنت بتمنى و مخطط أنه هيكون يوم تاريخى فى حياتى وحياة ناس تانية, جه اليوم واللى كنت مخططله متحققش النهاردة, احساس مش سهل أبدا أن حلم من احلامك ميتحققش. وبعد النهاردة مش عارف هيتحقق ولا لأ (بس أنا لسه عندى أمل وحسن ظن بربنا). مش مهم ايه الحدث اللى كان هيبقى تاريخى, بس المهم ليه محصلش ؟ وايه اللى انا استفدته وحابب أشاركم بيه.



ليه متحققش النهاردة ؟ أول سبب واستفادة هو أن انا كنت غلط لما اعتمدت بس على التخطيط. اه مهم انى أخد بالاسباب لكن الاخذ بالأسباب لوحده مش كفاية. الشيطان خلانى أعتقد انى بايدى أحقق اللى بتمناه طالما خططى سليمة, لكن عدم التوكل الكافى واليقين بالله عزوجل هو سبب المنع ده, وكأن ربنا بيبعتلى رسالة "وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ".

طب مش الأخذ بالأسباب هو التوكل على الله ؟ مش بالظبط, التوكل على الله هو "الأخد بالاسباب والكفر بها", بمعنى أنى لازم أكون متأكد (مع أخذى بكل الأسباب) ان ربنا هييسر الأمر ده بقدرته مش بشطارتى وخططى ومجهودى. حسنى مبارك تنحى عن السلطة وشفناه كلنا فى القفص بقدرة الله عزوجل مش علشان احنا شاطرين, ومش علشان احنا وقفنا 18 يوم فى التحرير, انما علشان احنا عملنا اللى قدرنا عليه (أخذنا بالأسباب) وكنا عارفين أن النصر هيجيى من عند ربنا بصورة لا نتوقعها, وفعلا الأسباب اللى احنا اخدنا بيها بالمنطق والعقل والحسابات العلمية لا تؤدى أن يحصل النتائج دى "حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ" [يوسف : 110].

ثانى نصيحة أوعى تخلى حب أى حاجة او اى مخلوق فى قلبك يطغى على حبك لله عز وجل, "الدكتور" مرة قالى:
"ايه الفائدة لو هتتحقق رغبتك أو أمنيتك أو حلمك وتدخل النار مثلا ؟"
أنا هنا مش بتكلم عن الحرام, انما بتكلم بالذات عن الحلال. لأن أحيانا حب ما دون الله (شئ ما أو شخص .. وحب حلال) بيشغلنا عن غايتنا وهدفنا فى الحياة وبينسينا حبنا لربنا وحب ربنا لينا واشتياقه لينا قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي : "من تقرب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً ، ومن تقرّب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة " رواه البخاري.

وافتكر ان ربنا بحبه ليك ممكن يديك فرصة واتنين وعشرة وألف ومليون وما لا نهاية, وممكن يغفر كل ذنوبك واخطائك وعيوبك حتى لو كانت مثل البحار والجبال "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" [الزمر : 53].

حديث قدسى تانى جميل أوى, وتأمل فيه حب ربنا ورحمته "إني و الأنس و الجن لفي نبأ عظيم .. اخلق و يعبد غيري .. أرزق و يشكر سواي .. خيري إلى العباد نازل و شرهم إليّ صاعد .. أتودد إليهم برحمتي و أنا الغني عنهم .. و يتبغضون إليّ بالمعاصي و هم أفقر ما يكونون لي ... أهل ذكري أهل مجالستي .. فمن أراد أن يجالسني فليذكرني .. أهل طاعتي أهل محبتي .. أهل معصيتي لا أقنتهم من رحمتي .. إن تابوا إليّ فأنا حبيبهم .. من أتاني منهم تائباً تلقيته من بعيد .. و من أعرض عني ناديته من قريب .. أقول له : أين تذهب ، ألك ربّ سواي ؟؟ الحسنة عندي بعشر أمثالها و أزيد .. و السيئة عندي بمثلها و أعفو .. و عزتي و جلالي لو استغفروا لي منها لغفرتها لهم".


مش هدفى انى أقولك متحبش الناس أو ميبقاش عندك حلم أو شغل أو أمنية بتحبها وبتتمناها أوى. لأ حب الناس وحب أهلك وأخواتك وأصحابك و مراتك أو "مشروع مراتك", حب شغلك ومشاريعك وطموحاتك وأفكارك بس خلى حب ربنا فوق كل حب. وخلى حب ربنا واعتمادك عليه هو الدافع لكل حب تانى.  

وخلى توكلك على الله هو البنزين بتاعك, خلى دايما عندك أمل وأوعى تفقد الأمل أبدا مهما حصل. وأحسن الظن بربنا وافتكر ان الله عز وجل قال عن نفسه "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء". وتأكد ان حب ربنا هو اللى هييسرلك كل حب بعده يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: "إذا أحب الله عبدا نادى جبريل يا جبريل إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في الملأ الأعلى يأيها الملأ إن الله يحب فلانا فاحبوه فيحبه الملأ الأعلى ثم يوضع له القبول في الأرض".


أحيانا ممكن تعمل ده وتتوكل على ربنا فى موضوع ما, ويحصل حاجة من الاتنين, يا تنسى ربنا فى لحظة (من كتر ما الموضوع بقى فى ايدك) او ربنا يحرمك للحظة. فى الحالتين خليك مع ربنا. ادعى فى كل وقت. وأصبر. لأن ده ممكن يكون ابتلاء, ربنا بيشوف هتصبر ولا هتكفر. وتأكد أن فى كل الاحوال ربنا هيقدرلك الخير. ربنا يجعلنا من الصابرين الشاكرين ان شاء الله.


ثالث نصيحة والدرس الثالث اللى اتعلمته, راعى مشاعر الناس وعاملهم بود وحب, واوعى تكره اى حد مهما عمل فيك, ممكن متحبوش براحتك لكن متكرهوش, متحملش نفسك عناء الكراهية, ولما تغلط اعترف بخطأك واعتذر عنه وصلحه, ابتسم فى وش الناس. الاهتمام بمشاعر الناس (وبالذات اللى ليهم مكانة خاصة عندك) وأدميتهم ومعاملتهم الحسنة ليها مفعول السحر .. صدقنى مفعول السحر.

الخلاصة: توكل على الله, احسن الظن بالله, متفقدش الأمل مهما حصل, خلى حب الله هو الدافع لكل حب فى حياتك. وراعى مشاعر الناس وعاملهم أحسن ما يكون.

ملحوظة: التاريخ والساعة اللى اتنشر فيها المقال ده, تاريخ نادر جدا ;).