الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

من المدنية للعسكرية

. الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

لسه فاكر فرحة أبويا وحضنه ليا فى اليوم اللى جبت فيه نتيجة الثانوية العامة وكنت مفرحه بمجموع كبير فى سنة ثالثة عوض تقصيرى فى سنة ثانية ورجعله الأمل انى ادخل كلية محترمة زى كلية حاسبات ومعلومات, يوميها شغلى اغنية "من الثانوية للكلية" وكان ليها طعم مختلف الحقيقة. دلوقتى لو فى اغنية بتوصف حالتى فأكيد هتبقى "من المدنية للعسكرية", وعلشان الأغنية دى مش موجودة فأنا حابب أكتب هنا للذكرى وللى مهتم  يعرف.



قبل البداية: كانت رحلة التربية العسكرية, ودى تعتبر Demo للى ممكن يحصل فى الجيش, واتكلمت عنها هنا.

مرحلة التجهيز: من بداية شهر 8 بدأت أجهز فى الورق بتاعى, ورق كتير وطوابير بايخة ودى برضة اتكلمت عنها هنا.


التقديم والكشف الطبى: أول حاجة رحنا علشان نقدم ورقنا ونعمل الكشف الطبى فى مركز تجنيد وتعبئة القاهرة فى "الهايكستب" يوم 9 أغسطس, فى الحقيقة كان عندى نظرة خاطئة عن التجهيزات والنظام هناك, هو اه اطول طوابير قعدتها فى حياتى لكن فعلا النظام بيسهل كتير أوى. قبل ما ندخل صالة الانتظار سألونا:

حد عنده معاه جنسية تانية ؟ حد من أخواته أو أبوه وأمه معاه جنسيه تانية ؟ حد أخوه أو اخته متجوز حد من جنسية تانية ؟ حد أبوه أو عمه اتحاكم محاكمات عسكرية أو عنده ملف أمنى ؟ حد عنده ملف أمنى ؟

أنا ما صدقت, روحت قالولى هات البطاقة وانته مروح عدى على مكتب الامن, كنت بدور على أى حاجة تطلعنى وخلاص. بعدين دخلنا صالة منتظرين فيها, وفضلنا منتظرين حوالى 4 ساعات علشان "المنظومة" كانت واقعة. وبعدين أول طابور دخلنا لبسنا بتاعة كده اتصورنا بيها, بعد التصوير قاسوا طولنا ووزنا وبعدين ادونا ورقة فيها البيانات دى, ودخلنا على طابور تانى روحنا الكشف الطبى, وكشفوا على كل حاجة (كل حاجة). وكنت كل أما أروح لدكتور اخترعله أى حاجة, وكلهم كانوا بينفضولى. وكتبولى ان أنا "لائق أ", يعنى معنديش أى مشكلة طبية أو أى عيب. وبعدين رحنا طابور تانى مستنين أهم ورقة ليا فى الجيش وهى اسمها "110" ومكتوبلى فيها أن انا "مرشح ظابط أحتياط". بصراحة كنت حاسس باحباط شديد والدنيا اسودت فى وشى مرة واحدة (أكتر ما هى سودة) وروحت البيت يائس بائس. بس الحمدلله على كل حال بفضل ربنا أنا معنديش اى أمراض أو مشاكل طبية.


طبعا قبل ما أروح عديت على مكتب الأمن علشان اخد البطاقة وكنت متوقع أنهم هيدونى ميعاد مع المخابرات الحربية ويمكن اخد اعفاء أمنى.


ليه جبت البطاقة ؟
علشان كنت معتقل قبل كده أيام حرب غزة 2008 مع الاخوان المسلمين.
كام يوم ؟
يوم واحد.
لأ عادى عادى خد بطاقتك.
طب أنا كنت بعمل أنشطة فى الكلية برضه.
تبع ايه ؟
تبع الاخوان برضه.
لأ عادى.


كنت عايز اعمل أى حاجة تطلعنى, بس يلا مفيش نصيب.


الارجاء: رحنا "الهايكستب" تانى يوم 24 أغسطس فى انتظار الارجاء, وهى عبارة انهم يختاروا مواليد من تواريخ معينة بس يدخلوا الجيش والباقى ياخد تأجيل, وفى اليوم ده معظم الناس خدت تأجيل, وتاريخ ميلادى خد تأجيل, لكن علشان أنا وزمايلى تخصص فخدونا برضه.


كشف الهيئة: رحنا التجنيد فى الحلمية فى انتظار كشف الهيئة يوم 7 سبتمبر, وسمعت كل النصائح الممكنة, البس وحش ومتقفش انتباه كويس واتكلم بطريقة عادية وقولهم لا أرغب. عملولنا كشف طبى مرة تانية متخصص أكتر, وخدت برضه "لائق أ" وبعدين قعدت مستنى حوالى 6 ساعات مستنى دورى وبعدين دخلت كان فى 5 رتب قاعدين واحد قالى قول اسمك وطولك ووزنك, قلتلهم اسمى وطولى ونسيت وزنى وزميلى اللى جنبى قعد يفكرنى. وبعدين سألنى مش عايز تقول حاجة تانية ؟ كان نفسه أقول أرغب. قلتله لأ يا أفندم.


نتيجة كشف الهيئة: رحنا "الهايكستب" تانى يوم 21 سبتمبر وفضلنا مستنين برضه كتير, وكان عدد كبير أوى هناك (حوالى 3 الاف) مستنين فضل ينادى على الأسماء واحد واحد, كلية كلية, نادى كل الكليات وخلى كليتنا احنا اخر كلية لحد ما كنّا قربنا نتشل, ياسين فى اليوم ده قعد يرخم عليا كتير ويقولى انته هتبقى ظابط, ولما جه الدور على كليتنا اخر كلية نادى على أسمى من ضمن الأسماء, وبكده بقيت ظابط احتياط رسمى. كنت وصلت لأعلى درجات الاحباط واليأس, وكنت بفكر جديا أنى أهرب من الجيش, كنت بفكر فى كل الطرق اللى أهرب بيها من الجيش لكن للأسف كلها طرق فاشلة, يا اما أفضل هربان طول عمرى يا اما ادخل 3 سنين وخلاص. ناس كتير حاولت تهدينى أو تقنعنى بمميزات ظابط الاحتياط لكن دون جدوى, وكنت معتبر أن دخولى الجيش هو بمثابة "سجن".


كشف السمات: الناس اللى اتقبلوا ظباط احتياط راحوا حاجة اسمها كشف سمات, كان فى الكيلو 4:30 طريق السويس يوم 18 سبتمبر تقريبا, أنا بقى لبستلهم اسوأ حاجة عندى, ومحلقتش دقنى, ومطول شعرى بس مكنتش أقدر مروحش, قالوا اللى مش هيروح هيفقد دفعة يعنى بدل ما يقعد فى الجيش سنتين ونص يمكن يقعد 3 او 3 ونص, فروحت وانا داخل قفشنى العسكرى وخلانى أحلق دقنى, وطبعا حلاقة على الناشف (ومكنتش لوحدى), وبعد كده جيت أدخل تانى لقيت العسكرى قفشنى تانى وقالى احلق سوالفك, اضريت اشترى مكنة تانية بدل اللى رميتها وحلقت سوالفى. 


دخلت قعدت فى طابور مستنى ينادوا على اسمى علشان يدونى بتاعة كده تبقى معايا طول اليوم, وبعدين دخلت أملى بياناتى وأتصور, وبعدن قعدت فى طابور تانى مستنى دورى, كانوا مقسمينا مجموعات كل مجموعة حوالى 25 واحد, وبنعمل 3 اختبارات. الاختبار الأول على جهاز كمبيوتر بيحطلى شوية اسألة وانا اجاوب عليها بسرعة, ثانى اختبار كان اختبار نفسى, بعمل مقابلة شخصية مع ظابطة فى الجيش, وكنت عايز أقولها كلام يبين أن انا حالتى النفسية وحشة يمكن تطلعنى بس ملحقتش, سألتنى اسمى وسنى وشافت ايدى, وسالتنى عايز تدخل ولا لأ. بعدين سألتنى
باباك وماماتك عايشين مع بعض
لأ.
يعنى منفصلين ؟
لأ متجوزين.
امال ازاى ؟
أصل بابا مسافر.
اه يعنى كده عايشين مع بعض.
وبعد ما خلصت المقابلة قعدت تعيد بياناتى تانى
انته اسمك كذا عدد اخواتك كذا وباباك وماماتك عايشين مع بعض تمام ؟
لأ مش عايشين مع بعض.
مش قلتى انهم متجوزين ؟
أيوة بس بابا مسافر.
الصراحة كنت بستغبى, بدور على أى فرصة تطلعنى لكن دون جدى. الاختبار الثالث خدوا مننا دم علشان يعملوا عليه تحاليل وبعدين روحنا.


وطبعا لما روحت ماما سألتنى هاه ايه الاخبار, وكانت اجابتى كالعادة "مفيش".


المناظرة: رحت تانى الحلمية علشان أعمل حاجة اسمها "المناظرة" يوم 18 أكتوبر وهى بالظبط زى كشف الهيئة لكن المرة دى للى اتقبلوا بس وهما تقريبا 10% من اللى كانوا مرشحين, وفى المرة دى رتب أكبر من المرة اللى فاتت, وفيهم واحد من المجلس العسكرى وهو عميد كلية الظباط الاحتياط, والموضوع المرة دى كان أسرع, نفس اللبس المبهدل وبرضه مش حالق دقنى وحلقتها على الناشف واسمى وطولى ووزنى وروحت علطول, وكالعادة احباط احباط ومفيش أى نتيجة.


اعلان نتيجة المناظرة: وده اخر ميعاد, كان المفروض فى اليوم ده هيتحدد يا اما هفضل ظابط زى ما انا أو هنزل جندى, وده كان يوم 25 أكتوبر فى الهايكستب, كان نفسى أبقى أخر واحد نزلت عسكرى, رحلتهم المرة دى متأخر لأنى عرفت انهم بيبدأوا متأخر, وصلت على الساعة 11 تقريبا, بدأ يقول الأسماء, نادى على كل كلية, وبعدين ينادى على أسماء المقبولين, ولما جت كليتنا قعدنا احنا ال 6 مترقبين, وحصلت المفاجئة, خلص الأسماء فى كليتنا ودخل فى كلية تانية بدون ما ينادى على أسم أى واحد فينا, مكناش مصدقين نفسنا ومستغربين ازاى ده حصل, معقولة مخدوش ولا واحد مننا ؟ وخلاص الكليات كلها خلصت .. هاه هيقولنا بقى بقية الناس عساكر تعالوا سلموا نفسكم بعد بكرة, مش معقول .. وفجأة لقينا الراجل بينادى على أسماء مرة تانية بس بدون ما يقول كليات وكل ما حد يطلع نسأله عن كليته تكون مختلفة عن اللى قبله, وبعد دقايق كنّا احنا الستة برة علشان يقولنا انتم ظباط احتياط تعالوا يوم 12 نوفمبر علشان تترحلوا.

خلاص مفيش أى أمل بعد كده عديت بكل المراحل اللى ممكن الواحد يعدى عليها. الخطوة الجاية هى أنى اسلم نفسى للجيش يوم 12 .. ودى كانت حكايتى ورحلتى مع "التجنيد الاجبارى".