[حــــرَّكــهـا] طابور التذاكر

فلبينو عايز يروح سور الازبكية علشان يشترى كتب ... وبما ان انا بقيت متعهد سور الازبكية فى الكلية فطلب منى انى اروح معاه واتفقنا على ميعاد .
اتقابلنا فى الكلية ... ورحنا علشان نركب المترو ... أوصفلكم بقى الحالة فى المترو

فى شباكين تذاكر ... واحد بس فيهم اللى شغال
وفى ماكينتين بتطبع تذاكر طبعا واحدة بس فيهم اللى شغالة ... لأن فى موظف واحد بس اللى واقف

الساعة كانت 3 ونص او 4 تقريبا ... يعنى فى وقت الذروة ... ومع ذلك فى واحد من الموظفين ساب مكان عمله ومعرفش راح فين
كان بقى فى حوالى 50 واحد ويمكن أكتر عايز يشترى تذاكر ... والمكان ضيق جدا جدا ... والشباب مزنقين فى بعض ومفيش حد عارف يوصل للشباك ... والبنات مفيش ولا واحدة فيهم عارفة تجيب تذاكر وعددهم كان كبير ... واللى كان بيوقف عند الشباك كان بيقعد كتير على ما يدفع وياخد الباقى وكده ... وكمان على ما يحاول يزق كل الناس اللى وراه علشان هو يعرف يعدى

أول موقف حصل ان واحد من الشباب الجدعان قام قال لو سمحتم نوسع مكان للبنات علشان يعرفوا يقفوا ... والشباب فعلا استجابوا ... لكن المشكلة لسه متحلتش ... الناس عددهم بيزيد والطابور قصدى "السلطة" اللى احنا كنا واقفينها مش بتخلص ... وتقريبا الواحد واقف بقاله ربع ساعة ومفيش فايدة.

بعد شوية جاء الموظف التانى ... قام الاتنين قعدوا يتخانقوا مع بعض شوية ... وكل ده واحنا واقفين ... اشتغل الشباك الثانى لكن لسه المشكلة متحلتش .... وفعلا الزحمة كانت بتزيد قوى

فكرت كده فى فكرة قلت طب ليه ملمش من الناس دى فلوس واجيبلهم ... يعنى بدل ما انا واقف اجيب تذكرتين ... ليه مجيبش 20 تذكرة ...
يعنى بدل ما يبقى واقف 20 واحد فى طابور وعاملين زحمة ... ليه ميبقاش واحد بس اللى واقف فى الطابور وبيجيب لل 20

بس كان فى مشكلة انه مينفعش اقول لحد هات اجيبلك ...مبقتش عارف أعمل ايه
عمال افكر ومش فاضل وقت كتير ... خلاص دورى جه
قمت اتخذت القرار ودبيت ايدى فى جيبى وطلعت 20 جنيه من فلوس حسام اللى المفروض اجيبله بيها كتاب ال "OR"... وقلت للموظف 20 تذكرة

وطلعت من الطابور وانا معايا 20 تذكرة
قمت رحت ناحية البنات لأنهم بصراحة كانوا صعبانين عليا ... وقلتلهم ...انا معايا 20 تذكرة حد عايز تذاكر ... انا لسه شاريهم دلوقتى ... لقيت الناس بتبصلى ومستغربة .... حسيت الناس بيقولوا ان انا نصاب ... قامت بنت طلعت جنيه وخدت تذكرة وواحد بعدها ادانى جنيه وخد تذكرة وبعد كده بنت تذكرتين ... والناس بدأت تتشجع انها تثق فيا انى لسه فعلا شارى التذاكر ومش بنصب على حد

لكن فى شاب كده من الشباب "الفاضية" اللى بيروحوا محطة المترو دى مخصوص علشان يعاكسوا البنات ودار بينا الحوار ده

الشاب الفاضى : على فكرة التذاكر دى من على الأرض
خوليو : يا عم عيب انا مش مستفيد حاجة
الشاب الفاضى : خلاص خليها ب 75
خوليو : انته هتستهبل ... انا لسه شارى التذاكر دلوقتى علشان الناس اللى مش عارفة تشترى تذاكر
الشاب الفاضى : لا لا انته بتضحك علينا انته بتبيعهم
خوليو (بنرفزة وزعيق) : يا عم بطل هبل بقى وخليك فى حالك ... وبصراحة كنت بفكر ارمى التذاكر فى الارض وامشى لكن الحمدلله صبرت
الشاب الفاضى : خلاص هنسيبك تسترزق
خوليو : "مش فاكر انا قلت ايه لكن كنت بزعقله وخلاص"

لكن تقريبا الناس لما سمعوا الحوار ده بدأو يشعروا بالامان وخصوصا لما لقيت بنت معانا فى الكلية بتاخد منى تذاكر وكلمت الناس انهم ياخدوا .

انا سبحان الله ... أول ما خلصت التذاكر ال 18 اللى كنت جايبهم للناس لقيت فعلا المكان بدأ يفضى والطوابير خلصت والناس راحت علشان تركب واحنا رحنا نركب المترو ونكمل طريقنا

نقدر نستخلص من الموقف ده شوية حاجات

دلوقتى لما نيجى نقع فى مشكلة ... اونتعرض لحاجة زى كده ... ممكن يجيى فى بالنا فكرة لحل المشكلة دى ... ممكن حد يقول انا مالى يعنى انا اللى هغير العالم ... انا بقولك اه انته اللى هتغير العالم ... دلوقتى لما انا وفلبينو فكرنا فى الحل ... كانت حاجة غريبة لكن ربنا وفقنا اننا ننفذ الحل ... أول ما تيجى تنفذ الحل بتاعك ... أول حاجة هتلاقى الناس بتبصلك باستغراب ايه اللى هو بيعمله ده ... لأن الناس مش متعودين اننا نحركها ... وكمان هتلاقى الاسوأ من كده هتلاقى اللى بيحاول انه يحبطك أو يتريق عليك أو انه يوقفك عن حدك ... أو يخلى الناس يبعدوا عنك ومش يساعدوك ... لكن دول لازم تتعامل معاهم بطريقة ذكية علشان تقدر تحقق هدفك

لما تيجى "تحــــرَّكــهـا" لازم تحط فى بالك انك بتعمل ده علشان ربنا ... لازم يكون عملك خالصا لوجه الله الكريم وحط فى بالك "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"