كلام ناس خريجة (من واقع الحياة)

 
كتب عبدالرحمن حسن "سكار":

(في التليفون)

سكار: الووو ... سلام عليكم ... حودة حبيب قلبي ... واحشني يا واد.
حوده : انت اكتر ... انزلّي دلوقتي انا تحت بيتك ... يالا بسرعة.
سكار: طيارة.

(في الشارع)

سكار: اهلا اهلا بالناس اللي اتخرجت وعايشة حياتها, عامل ايه ياواد؟
حوده : الحمد لله, اهي ماشية.
سكار: ايه شغال ولا مقضّيها؟
حوده : اه شغال, ماسك شيفت في صيدلية جنب البيت الصبح, وباقي اليوم بقضيها جيم وكوره وكده.
سكار: وايه اخبار الجيش ؟؟

حوده : ههههههههههههه, ظابط احتياطي يا معلم.
سكار: ومالك فرحان كده ليه؟
حوده : يعني انكد على نفسي, اهو الواحد يعيش كل فترة زي ماهي وخلاص.
سكار: والشغل؟
حوده : والله هو شغل الصيدلية مفيهوش تطوير, فالواحد مستني "الارجا" ويشوف هيعمل ايه في الجيش, ويشوف بقى شركه حلوة يشتغل فيها, وهو اصلا كده مجال الطب والصيدلة باظ خلاص (بعض الأطباء بيكتبوا أدوية ملهاش لازمة للمرضى بسبب اغراءات شركات الأدوية).
سكار(يقطع كلامه): ادا صاصا كمان اهو.
صاصا(واخد تأجيل وبيغيظ في حوده): اهلابالبشوات, ازيكم عاملين ايه؟
حوده : ايه يا معلم, ايه اخبار الشغل, عامل ايه بعد التخرج؟
صاصا : انا شغال مع والدي.
سكار: مهندس مدني؟
صاصا : اه, والشغل مطلع عيني, التعامل في الموقع مع العمال ديه حاجة مقرفة, انا كرهت الشغلانة بنت ال (***************) دى.
سكار: بس يا عم انت شغال مع ابوك.
صاصا : بس والله زي مابكلمك كده, ده العمال دول حاجة تخنق, ده انا في مرة اخر مازهقت قلعت الحزام ودورت فيهم ضرب.
حوده : يا بلطجي.
صاصا : مفيش غير بتوع ميكانيكا هم اللى المستريحين, ايه ده جبنا في سيرة القط, حماده.
حماده(برده واخد تأجيل): اهلا بالشباب الصايع, عاملين ايه ؟
سكار: الحمد لله, احكيلنا يا عم انت عامل ايه؟
حماده : متبهدل, بشتغل مش في تخصصي, وتعبان في الشغل اوي.
سكار: بس بس ماتكملش, هو انتوا كلكم كده !
صاصا : ايوا يا عم امال انت فاكر ايه !!
سكار: انا قلت الواحد هيرتاح بعد أما يتخرج, مش قرف الامتحانات اللي انا عايش فيه ده.
صاصا : لا يا عم اهو قرف الامتحانات ارحم.
حماده(يوجه الكلام الى صاصا) : وايه اخبار قريبك اللي كنت قلتلي عليه؟
صاصا : مش عجبه ياعم ال 5 الاف اللي بيقبضهم فسا فر بره.
سكار: لا مش ممكن بقى كده, هو كل واحد مش عجبه حاله !!

وينتهي الحوار, ولا تنتهي الحقيقة البشريه القائله بان الانسان لا يملئ عينه الا التراب, حقا فلقد تذكرت الايه الكريمة: (وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)......وانظر ايضا الى قوله تعالى (فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ), فالحقيقة انّ هذه الحياة التي يتصارعون فيها ولا يرضون بها لا تساوى شئ.

وليس معنى ذلك الا تعمل, فلقد امرنا الله بالعمل, ولكن بشرط الا تلهيك الدنيا عن الاخرة, والا تصبح كل حياتك هي تحصيل المال وتحقيق كل ما تشتهيه, فترى نفسك في النهايه تحيا حياة بهيمية, وان نهاية عمرك اصبح ما هو الا (ملاليم) جمعت, فلم تسعى لتدافع عن هدف سامي ولم تفعل ما امرك الله به, فتأتي يوم الحصاد وانت وحيد بدون عمل يساعدك على ان تحي الحياة الاخرة راضيا مطمئنا بجزاء الله وهو الجنة, فقد قال تعالى: " وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ".

وفي النهايه اوصيكم ونفسي بالعمل لاخرة والرضا بما قسم الله لنا وتذكر قول رسول الله : "ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس" , وايضا اذكركم بتحديد الاهداف من الان.