الجمعة، 3 يونيو 2011

بداية البداية

. الجمعة، 3 يونيو 2011

التجربة تستحق الكتابة وتعلمت منها الكثير, ولم أكن اعلم أن العمل السياسى (حتى وان كان طلابيا) بهذه الصعوبة. 

التجربة بدأت منذ 3 سنوات, ففى عام 2009 عندما كنت فى الفرقة الثانية رشحت نفسى فى انتخابات اتحاد الطلبة بعد أن اجتهدت كثيرا فى معرفة الموعد المحدد لتقديم الأوراق, وكان مثل موعد الحرب لا يتم اعلانه الا لمن رضى الأمن عنهم أو من عرفه بالصدفة مثلى. 

تقدمت بأوراقى وكان عدد المتقدمين 16 طالب تم قبول 14 طالب وشطب طالبين, احدهم شطب لأن عميد الكلية كان لا يحبه وأنا شطبت من قبل الأمن لأنه كان يشك أننى أنتمى لجماعة الاخوان المسلمين. 

لم اعلن ترشحى لزملائى ولم اعلن شطبى ولم أحتج, وكنت اعلم من البداية أن هذا سيحدث, بل أن هدفى كان اختبار هل يشك الأمن (ممثلا فى قائد الحرس) فى انتمائى فعلا ام انه لا يدرى عنه شئيا, وهنا أحب أن أشير أنى أكن كل الاحترام والتقدير لشخص الاستاذ  محمد هشام قائد الحرس, ولكنى لأ أحب دوره كممثل لوزارة الداخلية فى الكلية يقوم بجمع المعلومات عن الطلبة, ومن باب الامانة فهو لم يكن يتعامل معى كما يتعامل باقى قادة الحرس فى باقى الكليات, كان فقط يرسل من يراقبنى ويصورنى أثناء المسيرات فى الجامعة أو ينقل له تحركاتى فى الكلية هذا بالاضافة إلى شطبى من قائمة المرشحين فى اتحاد الطلبة, اما غير ذلك من تحويل لتحقيق أو فصل تعسفى أو حرمان من امتحانات او اعتداء لفظى أو بدنى فلم يحدث أطلاقا منه معى (أو مع غيرى حسب علمى) وهذا من أسباب احترامى لشخصه, وعدم احترامى لوظيفته ودوره فى الكلية.


مظاهرة أمام الجامعة قبل الثورة تنديدا بالتجاوزات الأمنية فى الجامعات

بدأت بعد ذلك أحرك الأمر من خلال مدونتى وبعض المواضيع على منتدى الكلية وخاصة أن الطلبة كانوا لا يهتمون أبدا بالاتحادات الطلابية ولا يعرفون عنها شئيا, وكان هدفى هو اثارة الرأى العام فى الكلية حول اتحاد الطلبة وتعريفهم به وبدوره الحقيقى حتى يتشجع الطلبة للمشاركة فيه, وكان لهذا دور لا أدعى انه كبير فى اهتمام عدد لا بأس به من الطلبة بهذا الموضوع. 

وبعد الثورة المصرية كان لا بد من تغيير جذرى, فاتحادات الطلاب المعينة من قبل الأمن لم يكن لها أى نشاط يُذكر سوى بعض الحفلات الغنائية والرحلات الشاطئية وأحيانا دورات كرة قدم .. أما الدور الأهم فهو التعاون مع الأمن فى مواجهة أنشطة الطلبة المنتمين للتيارات السياسية المختلفة بشتى الوسائل مثل المراقبة والتصوير والاعتداء عليهم بالضرب أحيانا كثيرة أو اقامة انشطة مضادة لأنشطتهم (مثل عمل يوم رياضى "شكلى" فى يوم مسيرة للمسجد الأقصى وذلك لمنعهم من دخول الجامعة). 

بعد الثورة قرر المجلس الأعلى للجامعات حلّ جميع الاتحادات الطلابية واعادة الانتخابات فى خلال 60 يوم من بدأ الفصل الدراسى الثانى وهذا بعد استقالة جماعية, لحفظ بعض ماء الوجه من قبل اتحاد جامعة عين شمس, وهو طبعا ما لا ينفى عنهم عدم شرعيتهم لأن أغلبهم معينيون من قبل الأمن, وفازوا بالتزكية بدون أى فرصة للمنافسة لأنه لم يكن يعلم أحد غيرهم موعد التقديم. 

كنت مترددا فى المشاركة أم لا, ولكن بعد فتح باب الترشيح وجدت أن هناك أعضاء من الاتحاد القديم يريدون العودة للاتحاد مرة اخرى, ولم يكن هناك منافسة ضدهم تقريبا, وهنا بدأت أن اعرض الأمر على بعض الطلبة المحترمين فى الكلية وجميعهم حبذ فكرة المشاركة لمنافسة هؤلاء ومنعهم من السيطرة على الاتحاد مرة اخرى. 

فى الحلقة القادمة: كيف بدأت قائمة صوتنا ؟ ولماذا كنّا سننسحب ؟ وماذا حدث فى يوم الانتخابات ؟