الخميس، 5 يناير 2012

مينا وبطرس وجوزيف

. الخميس، 5 يناير 2012

مقدرش أنكر ولا أخفى أن طول فترة الكلية مكانش ليا أصدقاء أو حتى زملاء مقربين مسيحين, وهو مكانش بسببى لوحدى انما بسبب زملائى المسيحين برضه, لأنهم كانوا دايما فى تكتلات مع بعض. ومذكرش أنى فى فترة الكلية كان ليا علاقة غير بمينا (ومش هو اللى أقصده فى العنوان) فى سنة أولى زميلى فى السكشن لحد ما بقى كل واحد فينا فى دفعة.


خلينى أبدأ بجوزيف, كنت دايما لما بشوفه فى الكلية بحس أنه بيهرب منى أو مبيحبش الكلام معايا, ولما كنّا فى التجنيد مع بعض, كان برضه بيقعد مع زميلنا أبانوب وبيمشوا مع بعض, وبيقعدوا لوحدهم, وساعتها أنا صرحت لزميل ليا وقلتله هما بيبعدوا عننا علشان احنا مسلمين. أنا وجوزيف دخلنا مع بعض كلية الظباط الاحتياط, وشاءت الاقدار انى اكون أنا وجوزيف بناكل على طرابيزة واحدة 3 مرات فى اليوم لمدة شهر ونصر تقريبا, وبعدها فكرتى اتغيرت تماما.



أكتشفت قد ايه جوزيف شاب خجول جدا وطيب جدا وكلامه قليل جدا مع كل الناس وخصوصا اللى ميعرفهمش أوى, ولما تعاملاتنا بدأت تزيد معاملته اتطورت وخجله بدأ يقل, وساعتها زال الاحساس انه بيهرب مننا بسبب اختلاف الديانة. فهمت هو ليه كان بيقعد بعيد عننا واحنا فى التجنيد, هو كان بيبقى بعيد عننا علشان احنا كنا صايمين والدنيا كانت حر جدا وكانوا بيحتاجوا انهم يشربوا وعلشان كده هما مكانوش حابين يضايقونا
(بالاضافة لسبب اننا منعرفش بعض أوى).




أما بطرس فهو شاب من المنيا, برضه اتعرفت عليه على الطرابيزة, وكانت علاقتنا من البداية ودية. فى البداية مكانش يعرف توجهاتى السياسية, لكن فى مرة اتمشينا بعد الاكل وبدأنا نتكلم شوية عن الانتخابات وتوقعاته عنها ومخاوفه كمسيحى من وصول "الاخوان", وساعتها قلتله انى من الاخوان, اتصدم للوهلة الأولى, لكنه ادانى فرصة أنى اتكلم معاه وأشرحله واتناقش معاه فى مخاوفه وأسمع منه ويسمع منى, مش هقولكم انى اقنعته 100% انما على الأقل بعد ما هو ساب الطرابيزة (علشان بيبقى ليه أكل مخصوص لأنه صايم) كان دايما لما بشوفه أو بيشوفنى بنتعامل مع بعض بأسلوب كويس خالص. وبنضحك ونهزر مع بعض كأننا أصحاب من زمان.

أما مينا, فهو يعتبر أول مينا حقيقى فى حياتى. وهو دكتور مينا بديع المعيد فى كليتنا, اتعرفت عليه لأول مرة بالصدفه, كان هو عند معيد تانى على ال Facebook بيقول حاجة على الاخوان, وانا قلتله يا دكتور حضرتك تعرف حد من الاخوان وبدأنا ساعتها التعارف. وكانت ميزة كبيرة فى علاقتى بدكتور مينا أنى أول مرة اتناقش مع واحد مسيحى بكل صراحة وشفافية بدون أسلوب الاعلام بتاع الشيخ والقسيس اللى بيبوسوا بعض, قدرت انى أوضح منهج الاسلام فى التعامل مع غير المسلمين وفهم الاخوان والاختلاف بينه وبين أفهام أخرى, هو اه مقدرتش انى اخليه يحب الاخوان ويدخل حزب الحرية والعدالة مثلا, بس على الأقل هو مش بيكرههم وانما بيختلف معاهم فى أسلوبهم ومنهجهم وبعض تصرفاتهم وده طبعا حقه. وبرضه فى نفس الوقت كان دكتور مينا بيستحملنى لما بكلمه عن دور الكنيسة فى بعض المواقف وبعض القساوسة اللى ليهم اراء معينة بتثير الفتنة (زى بعض الشيوخ) وكان بيرد عليا بأسلوب حضارى جدا.

اللى كان بيميز نقاشاتى مع دكتور مينا واللى كان بيخليها من أفضل الحوارات والنقاشات اللى عملتها فى حياتى هى أنها كانت صريحة جدا, وحضارية جدا وكل واحد فينا بيفترض فى التانى حسن النية, وكل واحد فينا عنده هدف حقيقى أنه يفهم الاخر, يفهمه علشان يتعامل معاه, مش يفهمه علشان يطلعله أخطاء وعيوب. 


دكتور مينا هو أحد أهم الأسباب اللى ساعدتنى أنى اتخلص من حواجز كتيرة بينى وبين زملائى المسيحين, شجعنى أنى اتعامل مع جوزيف واتحاور مع بطرس, وابقى مش مضايق من كل تصرف من مسيحى وأقول شوف كل المسيحين كده.

مش محتاجين علشان نعرف بعض ونعيش مع بعض أننا نحط صورة "الهلال ويا الصليب" على ال Facebook أو على تيشرتاتنا, ولا مضطريين أننا نخفى تخوفاتنا أو الحاجات اللى بتضايقنا بدون ما نناقشها. كل اللى احنا محتاجينه أننا نتكلم مع بعض ونتناقش ويبقى عند كل واحد فينا نية صادقة أنه يفهم التانى ويتعرف عليه علشان يعرف ازاى يتعامل معاه وازاى أعيش معاه فى سلام ومودة ومحبة.

كل سنة وانتم طيبين يا بطرس وجوزيف ودكتور مينا.

وأحب أنقلكم برضه تهنئة الاخوان المسلمين الرسمية .. عارف ان فى ناس كتير هتقول ده علشان الانتخابات وعلشان غيره, لكن أنا متأكد أن على الأقل دكتور مينا بديع مصدقنى أن الكلام ده فعلا من القلب.



يسعدنا أن نتقدم إلى إخواننا المسيحيين، بل إلى المسلمين أيضًا، بأسمى التهاني بمناسبة مولد السيد المسيح، عليه السلام، نبي الرحمة والأخلاق السامية والمثالية الراقية، الذي احتفى القرآن الكريم به أيما احتفاء، وجعل الإيمان به من صلب العقيدة الإسلامية، بل وكرم والدته مريم العذراء، عليها السلام، تكريمًا لا مثيل له؛ إذ خصَّها بسورة كاملة يتعبد المسلمون بتلاوتها في كل حين.

إننا في هذه المناسبة الجليلة ندعو المجلس الأعلى للقوات المسلحة وجهاز الشرطة لحماية الكنائس مثلما حمى اللجان الانتخابية أثناء الانتخابات، إضافةً إلى قرارنا بتشكيل لجان شعبية من الإخوان المسلمين للمشاركة في هذه الحماية عملاً بقوله تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) (الحج)؛ وذلك حتى لا تمتد الأيدي الآثمة والأصابع الفاجرة إلى إفساد هذه الاحتفالات، مثلما تكرر مرارًا على أيدي النظام الفاسد البائد.

ولسنا في هذا متفضلين ولا متكلفين، وإنما هو حقيقة مشاعرنا ومبادئنا ومواقفنا تجاه إخواننا في الوطن والإنسانية، عبر تاريخ بناء نهضة مصر الطويل،، ولقد تجلت هذه الروح أثناء ثورة 25 يناير المباركة التي صهرت كل أطياف المجتمع في بوتقة الأخوَّة والمحبة والتعاون، والتي نسعى جاهدين لاستعادة هذه الروح الكريمة، ونرجو الجميع أن يساعدونا في ذلك، وألا يعطوا آذانهم لدعاة الفتنة الذين يبغونها عوجًا، ويريدون تمزيق المجتمع المصري الواحد.

هذا وقد قرَّر الإخوان المسلمون إيفاد وفد رفيع المستوى، برئاسة فضيلة الدكتور محمود عزت، نائب فضيلة المرشد العام؛ للقيام بواجب التهنئة في هذه المناسبة الجليلة، وقد أمرنا رب العزة أن نبرَّهم ونقسط إليهم (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (82)) (المائدة).

الإخوان المسلمون
القاهرة في: 3 من صفر 1433هـ الموافق 28 ديسمبر 2011م.