الأربعاء، 23 مارس 2011

العلم و نهضة مصر 1

. الأربعاء، 23 مارس 2011

كتب عبدالرحمن زكريا:

لا تقوم الأمم إلا بالعلم و الدول الرائدة عالميا هي الأكثر علما. يا شباب كلنا يُريد لمصر رفعة عالمية و هذه الرفعة دائما و أبدا ستكون ملاصقة بقوّة علمنا و مصر لن تنهض فقط بنظافة و تجميل الشوارع. فالنظافة شيء مهم جدا و مع عامل النظافة هناك عوامل أخرى. فالدولة القوية مكتفية بذاتها بشبابها و بعلمائها؛ إن مصر الآن تُعد من دول العالم الثالث بينما ماليزيا تعتبر من الدول "المحتمل أن تكون قادة" بينما الصين و أمريكا يحتلون "الدول القيادية".


هل ترضى أن تكون براءات الإختراع في أمريكا "أربعون ألفا في السنة" و مصر "خمسة و سبعون في السنة" فقط؟



هل ترضى أن يكون عدد الباحثين من "جميع الدول العربية" 163 باحث و أمريكا فقط 1200 و اليابان 5000؟


هل ترضى أن تكون قائمة "أعلى جامعات في العالم" لا ينتمي إليها و لا جامعة مصرية؟


هل ترضى أن تورد أمريكا لمصر الدبابات و الطائرات الحربية و مصر تدفع المقابل؟


هل ترضى أن تعرف أن متوسط قراءة الفرد العربية "صفحة سنويا" و الفرد الأوروبي "21 صفحة أسبوعيا"؟


هل ترضى أن عدد المصريين الذين أخذوا جائزة نوبل يُعدون على أصابع اليد الواحدة و الأجانب يُعدّون بالمئات؟


هل ترضى أن نستورد "سجادة الصلاة" و "فانوس رمضان" من الصين؟


هل تتخيل كم هي قوة الصين بالعلم؟ تخيل إذا قطعت الصين علاقتها بدولة الآن ماذا يحدث لهذه الدولة؟ فقط تخيل. فالصين لن تحارب هذه الدولة عسكريا أو ترسل عليها طائرات لتدمرها و لكن فقط تقطع عنها "علم الصين". علم الصين هذا يُترجم إلى سيارات و أدوات منزلية و قطع غيار و مالا يُحصى من الإختراعات.


طلب أحد الأساتذة عندنا في الكلية شراء جهاز كمبيوتر من الطراز الحديث يُدعى "Parallel Computer". طلب لشراءه من ألمانيا و لكن رفضت الحكومة الألمانية بيع هذه التكنولوجيا لكي لا تنتشر و تصبح فقط في حوذة الدول الأوروبية و حكرا عليها فها العلم من مجهود علمائهم و هم الأحق به! هذا الجهاز يفتح على المصريين مجالات عدّة في الأبحاث و عدم توفره هو من عوائق إستمرار الأبحاث المتقدمة في مصر.


فهل من مصري ليخترع مثل هذا الجهاز؟


إذا أردنا أن نُصنّع سيارات مصرية؛ فهذا يتطلب وجود كمية لا بأس بها من المهندسين المصريين بالعلم الوافي لكي تستطيع الحكومة وضع الثقة فيهم و دعمهم حتى يصنعوا السيارة. في الماضي كانت الحكومة لا تهتم بذلك و لكن في المستقبل نحن نستطيع إقناع حكومتنا بأهمية الصناعة الوطنية.


يجب على صناعتنا الوطنية أن تخرج من المجالات الخفبفة و البسيطة إلى الأعقد و الأحدث. و هذا لن يتم إلا بعقول المصريين.


كُلنا يعرف مشكلة إستنزاف العقول المصرية إلى الخارج و لكن هذا كان في العهد القديم (ما قبل 25) فماذا الآن؟ يجب علينا أن نستعد لحمل مثل هذه الثورة الصناعية في مصر حتى إذا تكونت الحكومة الجديدة وجدت من أبناء مصر العدة و العتاد والكفاءة للنهضة. إذا دعّمت الحكومة مشاريع الصناعة في مصر و إستوردت عمالة من الخارج بسبب عدم كفاءة أبناء البلد فهذه كارثة!


يجب علينا جميعا أن نستعد من الآن من هذه اللحظة لكي نتعاون من الحكومة المصرية على نهضة البلد.


و لكن كيف ستشارك أنت في مثل هذه النهضة؟ و كيف ستستعد؟ هذا ما سنتناوله في المقالات القادمة.


في النهاية؛ نُحب أن يُشارك بعضنا البعض في مدى وعيه بأهمية العلم في نهضر مصر و المجال مفتوح للتعليق


أسأل الله أن يحفظ مصر و أن يجعلها منبعا للعلماء و للإختراعات الحديثة و من أولى الدول العلمية على مدار التاريخ