الثلاثاء، 22 فبراير 2011

مصر ب.ث.

. الثلاثاء، 22 فبراير 2011

هنيئاً لنا الحرية, هنيئاً عودة مصر إلينا بعد أعوام كثيرة من الظلم والفساد والقهر والاستبداد, ولا يخفى على أحد منا حال مصر ق.ث. (قبل الثورة).

لا يهمنى الان الحديث عن مصر أثناء الثورة, وعن الاحداث التى عايشتها والبطولات التى رأيتها مع الأبطال فى ميدان التحرير, فكلنا عايش الحدث وتفاعل معه سواء بالمشاركة المادية البدنية أو الوجدانية (لظروف خارج الارادة) أو حتى بالمتابعة السلبية (من خلف الشاشات مع الوقوف ضد الثورة). فالثورات هناك من يصنعها, وهناك من يشارك بها, وهناك من يصفق لها عندما تنجح, فإن كنت من المصفقين فلا تحزن .. الاصلاح ما زال مستمراً.


ما يهمنا الان جميعا هو مصر ب.ث. لأنها الآن تحررت وأصبحت لنا وطن, يعيش فينا ونعيش فيه ويحتاج منّا كلّ جهد من أجل نهضته ورقيه, فقد ظلت بلدنا فى مكانها لاعوام كثيرة بسبب فساد النظام وسلبيتنا والان جاء الوقت لكى نـ"حركها" ... يا اخوانى استعدوا فقد حان وقت النهضة.


يذكرني حالنا الان بحال بلاد أخري كانت نامية أو مدمرة ثم بدأت بنهضة حقيقية, مثل اليابان, ففي مساء العاشر من مارس 1945م تلقّت (طوكيو) نحو 1600 طن من القنابل الحارقة, وفقد نحو (100.000) مواطن ياباني حياتهم, وتكررت الغارات على مدى الجزر اليابانية, ثم جاءت بعد ذلك القنبلتان النوويتان على (ناجازاكي) و(هيروشيما) هذه تفاصيل دامية وحزينة, والحروب دائماً بشعة وغادرة وقاسية, ولكن استطاعت اليابان ذات الحكم الإمبراطوري المقدس, والنزعة العسكرية المتطرفة, والاستعلائية الثقافية, والعنصرية الطاغية, والفخر والاعتداد بالشرف الشخصي والوطن؛ أن تبتلع الهزيمة الكاملة والاستسلام المذلّ ثم تنطلق لتعيد بناء قدراتها وتتفوق على تاريخها وتصبح اليوم ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ومثل ماليزيا الدولة المسلمة التى كان قطاع التعليم والتدريب كان من أحد أهمّ الأسباب التي مكّنتها من النهوض, وسنجد أرقامًا ومعلومات مذهلة في هذا الشأن؛ فيكفي أن نعرف بأن ماليزيا تخصص 20-25% من ميزانيتها السنوية للتعليم والتدريب, وهذه النسبة من أكبر النسب على مستوى العالم. كما يذكر كيف عملت ماليزيا على تحويل الملايو من شعبٍ زراعي محدود التعليم إلى شعبٍ مدني متقدم, وذلك بمحو الأمية والاهتمام بالتعليم والإنفاق السخي على التدريب والبعثات الدراسية. وقد يُدهش جدًا أنّ ماليزيا تُنفق على التعليم ثلاثة أضعاف ما تنفقه على الجيش والدفاع ... نعم, ثلاثة أضعاف.

شارك فى نهضة مصر ب.ث. بكل ما تستطيع, فقدراتنا تفوق ما نتخيل, اجتهد فى عملك ودراستك, انتظم فى عمل تطوعى خيرى (مساعدة الفقراء, محو الأمية, تحفيظ القران, نشاط طلابى, ...), طوّر مهاراتك, تُب لربك وتقرب اليه وتعلم دينك, شارك فى جميع الانتخابات القادمة, طالب بحقك, واجه الظلم والفساد, كن ايجابيا وانوى من الان انك لن تكون سببا فى تأخر البلاد .. قرر من الان أنك ستحافظ على نظافة بلادك, قرر من الان انك لن تساعد فى نشر الرشوة سواء بدفعها أو بأخذها, قرر من الان انك ستلتزم بالقانون وانك ستعترف بخطأك اذا أخطأت وتذكر قول الله تعالى "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ"[الرعد : 11].

الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر كان أساس ثورتنا (وليس خروجاً على الحاكم كما يدعى البعض) وأذكركم بحالنا طيلة العقود السابقة (إلا من رحم ربى) بلا أمر بمعروف أو نهى عن منكر كيف كان حالنا, وعندما اجتمعنا عليه وأصبح سمة من سماتنا فى الثورة وبعدها, انظروا كيف أصبح حالنا "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ"[آل عمران : 110], تدبّر فى الاية قُدّم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر عن الايمان بالله, فلن نتركه بإذن الله.
 

أمامنا ليس أقل من خمس سنوات (فى تقديرى) حتى تبدأ ثمار النهضة فى النضوج ونرى شيئا ملموسا .. خلال هذه الفترة لا يجب أن نتوقف عن العمل والأمل, الطريق طويل وشاق ولكنه يدعو للتفائل والطمأنينة "وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ"[التوبة : 105]. 

ابدأ من الان قبل غلق هذه الصفحة, أحضر قلمك واكتب كيف ترى مصر بعد 5 سنوات من الان, اكتب كل ما تتمناه لها من أمال (ديموقراطية, نظافة, نظام, بلا أمية, بلا رشاوى, تقدم علمى, ...) ثم حدد ماذا تنوى أن تقدم لها فى هذه السنوات, وكيف ستساعد أنت فى تحقيق هذه الاحلام (محو أمية 10 أشخاص, نشر عدد من الأبحاث العلمية, تقديم براءة اختراع, اعادة تأهيل أسرة فقيرة, ... ), ثم ضع خطة وكنّ جادا فى تنفيذها .. شجّع أصدقائك واستعن بأساتذتك وشارك من حولك هذه الأفكار, أخى تذكر .. انها النهضة.

هذا ألبوم صور من وحى الثورة تم نشره على صفحة الحملة على Facebook أرجو أن ينال اعجابكم, وتذّكر مصر ب.ث. تنتظر.