الجمعة، 18 يونيو 2010

[دبـــــلة الــخـطـــوبـة] الاخـتـيار الأهـــم

. الجمعة، 18 يونيو 2010

تدبر تلك الكلمات "أَنفُسِكُمْ", "تَسْكُنُوا", "مَّوَدَّةً", "رَحْمَةً", ستجد أنها كلمات تبعث السرور فى القلب وتشرح الصدر وتؤدى الى الراحة النفسية, العامل المشترك بين تلك الكلمات أنها تجتمع فى آية تتحدث عن الزواج "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"[الروم : 21]

الميل للطرف الاخر هى فطرة فطرنا الله عليها, ومن عظيم خلق الله أن العلاقة بين صفات الرجل وصفات المرأة هى علاقة تكامل, على سبيل المثال الرجل يتصف بالشدة أما المرأة فتتصف باللين, كل منهما لديه من الصفات ما يتناسب مع دوره فى الحياة, وكل منهما يحتاج بشدة الى الاخر, فالرجل يحتاج الى من يهتم به ويهون عليه, والمرأة تحتاج الى من يرعاها ويحتويها.

والزواج من ضروريات الحياة, فهو السبيل لبقاء الجنس البشرى, وهو الطريق الوحيد "الحلال" لاشباع الرغبات العاطفية والجسدية, والزواج فى سن مبكر (18 لـ 25) يحمى المجتمع من مصائب مثل ما نحن فيها الان, "الصحوبية" و "اللبس المحزق" و "الجواز العرفى" و "المواقع الاباحية" وغيرها من المصائب التى تؤثر على الشباب بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام, فلو فسد الشباب وشغلوا بالحرام فلن يكون هناك سبيل لتقدم ونهضة الأمة والمجتمع, "إِذَا جَاءَكُم مَن تَرْضَوْن دِيْنَه وَخُلُقَه فَزَوِّجُوه إِلَّا تَفْعَلُوْا تَكُن فِتْنَة فِي الْأَرْض وَفَسَاد كَبِيْر"رواه الترمذي, فتنة فى الأرض وفساد كبير, هذا ما نحن فيه الان.

تخيل لو أن الزواج سهلا, فل سنرى هذه الكمية من "الحبيبة" فى الجامعة مثلا ؟ هل سيكون الشاغل الأكبر للشباب هو البحث عن صديق أو صديقة ليفرغ طاقته العاطفية على حساب طلب العلم والاهتمام به ؟ بالطبع لا.

من المفترض أن يكون الزواج سهلا فرسول الله صلى الله عليه وسلم ربط الزواج بالاستطاعة فقط وقال "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِيعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاءٌ "رواه البخاري ومسلم.

اذن فوائد التعجيل بالزواج هى:
  • حماية المجتمع من مصائب ومهالك كثيرة.
  • حماية الشباب من الوقوع فى الاخطاء والمعاصى.
  • توجيه طاقات الشباب فى طلب العلم ونهضة الأمة.
أما عن معايير اختيار شريك الحياة, فمعايير اختيار الزوج لا تختلف كثيراً عن معايير اختيار الزوجة, هناك كثير من المعايير مشتركة ولكن أهمها على الاطلاق هو الدين, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى اختيار الزوجة (وهو ما ينطبق بنسبة كبيرة مع اختيار الزوج ايضاً) "تُنْكَح الْمَرْأَة لِأَرْبَع: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِيْنِهَا، فَاظْفَر بِذَات الْدِّيْن تَرِبَت يَدَاك"رواه البخارى

الان اذا أردت ان تختار(ي) شريكـ(ـة) حياتك يجب أولا ان تحدد(ى) المواصفات التى تتمناها(تتمنيها) على النحو الاتى, ولكن ضع فى اعتبارك, أن هذا الاختيار هو الاختيار الأهم فى حياتك, فهو سيحدد راحتك أو شقائك بقية عمرك:

المستوى الاجتماعى: وهو لا يعنى اطلاقا المستوى المالى, وتذكر أن الزاوج هو ارتباط عائلتين ببعضهما, وليس فقط شاب وفتاة, ولذلك فمن المهم ان تسأل عن أهل شريكك, الاعمام والأخوال, والاخوة بالذات, فهم سيكونوا أعمام وأخوال أبنائك فى المستقبل.

المستوى الثــقــافـى: يجب أن يكون المستوى الثقافى للزوجين متناسب, والمستوى الثقافى لا يتحدد فقط بمجال الدراسة أو الشهادات, فقط يكون انسان لديه شهادة وخريج كلية ولكنه سطحى و "دماغه فاضية".

الصفات الشـكــلـيـة: والصفات الشكلية أو الجمالية تتفاوت من شخص لاخر ومن زمن لاخر, وبالتالى فليس هناك بنت "جميلة" وبنت "وحشة" (نفس الأمر بالنسبة للشباب), ولكن الموضوع نسبى يختلف من شخص لاخر, ولو كان للجمال مقياس ثابت فلن يتزوج أى ولد "وحش" أو اى بنت "وحشة", وحينها لن يكون هناك عزاء للـ"وحشين".
 
فـــــــرق الســــــن: قد يكون لديك شروط فى فرق السن, بعض الناس يفضل أن يكون شريك حياته أكبر أو اصغر منه, والبعض الاخر لا يهتم لهذه الفروق طالما أن هناك تفاهم وتوافق.

الــطــــــــــــبــــاع: وفى هذه الجزئية تحدد الصفات المرغوب فيها والصفات الغير مرغوب فيها أيضا, لأنه قد تكون هناك صفة فى الطرف الاخر انت لا تتحملها.

الـخـلـــق والـــديـن: وهى اهم الصفات على الاطلاق, سواء كانت للشاب أم للفتاة, وفى حديثين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصانا "اظْفَر بِذَات الْدِّيْن تَرِبَت يَدَاك" و "إِذَا جَاءَكُم مَن تَرْضَوْن دِيْنَه وَخُلُقَه فَزَوِّجُوه".


لديك الحرية الكاملة فى تحديد الصفات التى تتمناها فى شريك العمر, وأحيانا قد تضطر الى التنازل عن بعض المتطلبات عندما يكون هناك شخص معين, وذلك مقابل مميزات اخرى لم تكن فى حسبانك.

المقال التالى: مراحل التقدم للخطبة وادابها.

مصادر:
حلقة الشريعة والحياة, الزواج ومشكلاته الشيخ يوسف القرضاوى: فيديو, نص
معايير اختيار الزوج والزوجة - اسلام اون لاين.