الأحد، 11 يوليو 2010

[دبـــــلة الــخـطـــوبـة] صعوبة الزواج والطلاق المبكر

. الأحد، 11 يوليو 2010

انتشرت فى مجتمعنا الكثير من الأسباب التى ادت الى تأخير سن الزواج وزيادة نسبة الطلاق, ورأييى الشخصى أن "الجهل" هو السبب الأهم فى انتشار هذه الأسباب, وهنا أنا لا أعنى الأمية, بل الجهل الذى أدى الى انتشار عادات ما أنزل الله بها من سلطان, و كلما زاد الغلاء وتدهورت الاحوال الاقتصادية, كلما تمسك المجتمع اكثر بتلك العادات, وهو ما يعود بالضرر على المجتمع ككل.


تأخر سن الزواج وصعوبته نتجت من أسباب كثيرة, منها:-

المــــغـالاة فى المـــطــالــــب: من مهر وشقة وأثاث, فبعض الأهالى الآن لا يتنازل عن مطالب معينة, ولا يهتمون بتيسير الزواج على بناتهم وعلى شباب المسلمين, ويتناسون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "أَقَلَّهُن مَهْرَا أَكْثَرُهُن بَرَكَة", ويتناسون أيضا قول الله تعالى "وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"[النور : 32]. 

العادات الدخيلة على الــزواج: مثل الشبكة مثلا, فهى ليس لها أى أصل فى الأسلام, وكذلك بعض الأشياء التى يتم التمسك بها مثل "النيش" الذى لا يتم استخدامه الا نادرا, والكثير من الأشياء التى يمكن تدبيرها بعد الزواج, وأيضا الانفاق الباهظ فى حفلات الزفاف, كل هذه الأمور يمكن الاستغناء عنها بكل سهولة, فهى ليست أبداً من ضروريات الحياة.

زيـــادة نســـبـــة الـبـطــالــة: وهى من أكبر المشاكل التى تواجه الشباب, ومن أكثرها تأثيرا فى تأخير سن الزواج, وحتى نكون منصفين, فهذه المشكلة لا يلام فيها المجتمع والحكومة فقط, بل الشباب أيضا, لأن الكثير من الشباب يرفض أن يعمل فى غير مجاله, ويبقى دون عمل فى انتظار وظيفة تناسب طموحاته تأتيه بدون تعب, ولو أننا كشباب اجتهدنا فى علمنا وأصبح كل منّا متفوق فى تخصصه, واجتهدنا فى البحث عن فرص عمل مناسبة, ولم نُفضّل البطالة على العمل الشريف أياً كان حتى وان كان خارج التخصص مؤقتا, فان الله قد وعد امثال هؤلاء بالاعانة "ثَلاثَة حَق عَلَى الْلَّه عَوْنُهُم: الْمُجَاهِد فِي سَبِيِل الْلَّه، وَالْمُكَاتَب الَّذِي يُرِيْد الْأَدَاء، وَالْنَّاكِح الَّذِي يُرِيْد الْعَفَاف" رواه الترمذي.

تأثر المجتمع بالثقافة الغربية: العولمة والانفتاح وانتشار أفكار خبيثة مثل الصداقة بين الرجل والمرأة وغيرها مما لا يتناسب مع معتقداتنا الدينية وعاداتنا وتقاليدنا.

عـــــمــــــــــــل الــــمــــــرأة: أثر كثيرا على نظرة المرأة للزواج, فلم يعد الزوج يشكل لها الامان من الناحية المادية, فهى تستطيع أن تعتمد على نفسها من تلك الناحية, بل وتشارك الزوج أيضا فى أعباء الحياة, ولكن هذا العامل يختلف من مرأة لاخرى, وهو يعتبر من أسهل العوامل التى يمكن حلها, فهو يحتاج فقط الى تعديل بعض المفاهيم لدى المجتمع.

عدم الالتزام بالزى الشرعـى: فقد أصبح الان وللأسف الشديد معظم الفتيات يتنافسن على اظهار مفاتنهنّ بغرض سرعة الزواج, ولكن ما يتغافلون عنه أن أول صفة يبحث عنها الشباب فى شريكة حياته هى أن "تصونه" و "تربى عياله" حتى وان لم يكن الشاب أهلاً لذلك, وكذلك أيضا عمليات التجميل وغيرها تؤثر بشدة فى هذا الموضوع. 

المنـــاداة بتأخير سن الزواج: هناك هيئات وجمعيات "مشبوهة" تنادى بتأخير سن الزواج, وأن الزواج فى سن مبكر له أضرار كثيرة, وهذا الكلام غير صحيح بالمرة, وهذه الدعوات فى الغالب هدفها اغراق المجتمع فى الفساد.


وقد اشارت بعض الدراسات أن عدد "العوانس" فى مصر وصل الى 9 مليون عانس من الجنسين (الشباب أكثر), أما أبغض الحلال الى الله زادت نسبته بشكل ملحوظ فى الأونة الاخيرة, فقد أكدت بعض الدراسات أن مصر أصبحت الأولى عالميا فى نسبة الطلاق  حيث وصلت فى عام 2008 الى 40%, منهم 50% فى السنة الأولى من الزواج, ومن اسباب زيادة الطلاق وخاصة المبكر:-

الاختيار الخاطئ: وغالبا ما يترب هذا الاختيار عن تغليب التفكير القلبى على التفكير العقلى أو العكس, فأهم شرطين هما "الدين والخلق" و"القبول", فالدين والخلق يتم قياسه بالعقل, والقبول يقاس بالقلب, فاختيار ذات الدين لكن دون قبول (العقل فقط) قد يؤدى الى فتور فى التعامل بين الطرفين بعد الزواج, والاختيار على أساس القبول دون الاهتمام بالدين والخلق (القلب فقط) يتنافى مع وصية الرسول صلى الله عليه وسلم باختيار أصحاب الدين, ويؤدى فى الغالب الى مشاكل عديدة بعد الزواج يؤدى معظمها الى الطلاق.

عدم التدرب على تخطى المشاكل بعد الزواج: فالحياة الزوجية, هى حياة جديدة بكل المقاييس, ويجب الاستعداد لها جيدا, فكما أن العمل الحياتى يحتاج الى مهارات ودورات تدريبية وقراءة الكتب, فالزواج أيضا يحتاج الى مثل ذلك, لمعرفة كيفية التعامل مع الجنس الاخر, وما هى طبائعه, وكيفية ادارة شؤون الاسرة وتربية الأبناء, والتعامل مع الأزمات وغيرها من أمور تلك الحياة الجديدة, فتخطى العقبات فى الحياة الزوجية لن يكون فقط بالخبرة المكتسبة مع الوقت, وانما يحتاج الى استعداد مسبق.

الاعلام الفاسد: الأفلام والفيديو كليبات والبرامج التى تعتمد على اظهار الراقصات والمغنيات والممثلات على أنهنّ "نجمات المجتمع" والمستوى الدنيئ واللأخلاقى الذى تقدمه وسائل الاعلام, كل هذا من العوامل الأساسية فى "خراب البيوت", فهذا يؤدي الى مشاكل بين الزوجين, حيث كل طرف يقارن الطرف الاخر بما يراه فى الاعلام, ويتخيل أن ما يراه هو الوضع المثالى, وينسى أن ما يراه هو أمام الكاميرات فقط, اما حياة هؤلاء المفسدين مليئة بالمشاكل والمصائب والتعاسة والشقاء.


المقال التالى: نحو تيسير الزواج.


مصادر:
- مجموعة مقالات على موقع اخوان اون لاين:
- دراسة خطيرة: مصر الاولى عالميا فى حالات الطلاق.
- شباب مصر يتفوقون على بناتها في ظاهرة "العنوسة".